فراشة حرير إمبراطور إفريقيا.
Africa emperor silkmoth
(Gonimbrasia belina)
من رتبة حرشفيات الأجنحة- فصيلة فراشات الحرير الكبيرة. ومن أسمائها الدارجة: دودة موباني، نسبة إلى شجرة موباني التي تأكل يرقات هذه الفراشة من أوراقها.. ويرقاتها تؤكل في مناطق انتشارها بجنوبي افريقيا، وتعد مصدرا مهما للوجبات البروتينية هناك، وسوف نعود إلى هذه النقطة بعد قليل. تستوطن هذه الفراشة الأجزاء الدافئة من جنوبي أفريقيا، مثل أنجولان بتسوانا، الكاميرون، ناميبيا، كينيا، موزمبيق، زمبابوي، تنزانيا، أوغندا، وجنوب أفريقيا. ترتاد الأراضي العشبية، والأراضي شبه الصحراوية.
الفراشة ضخمة، حتى ليبلغ باع جناحها 12
سنتيميترا، وأجنحتها ملونة بظلال لونية من الأخضر والبني، إلى الأحمر، مع وجود طوقان باللون الأسود واللون الأبيض، يعزلان بقعا تشبه العيون. كما توجد بقعة عينية الشكل على كل من الجناحين الخلفيين. الفراشة الذكر لها زبانان (قرنا الاستشعار) ريشيا الشكل، يساعدانه في استدعاء الأنثى للزواج. اليرقة تمتد على جسمها أشرطة خضراء مبيضة وصفراء، وهى مزودة بأشواك قصيرة سود أو محمرة، ومغطاة بشعر دقيق أبيض اللون. اليرقات تختلف ألوانها بحسب الدور اليرقي التي تعيشه.
بعد إتمام الزواج، تضع الفراشة الأنثى بيضها الذي يفقس في الصيف، تأكل اليرقات من المجموع الخضري للنباتات القريبة من مكانها… تنمو اليرقات (ديدان موباني) وتنسلخ اربع مرات منتجة خمس أدوار يرقية، وهنا يمكن جمعها تمهيدا لاستعمالها غذاء للناس، وإلا فإنها تحفر في التربة لتتحول تحت السطح إلى عذارى. تظل العذارى خلال الشتاء وربما تقضي 6-7 شهورا قبل تحولها إلى فراشات يافعة تبزغ من التربة مع بداية الصيف. لا تعيش اليافعات سوى 3-4 أيام، ولا تأكل لاضمحلال الأجزاء الفم لديها، ولا تصنع سوى التزاوج ووضع البيض.تأكل اليرقات من أوراق شجر موباني، وإضافة إليه أشجار من أنواع أخرى محلية في نفس المنطقة، بما فيها شجر المانجو. وبالتالي، تنتشر ديدان موباني على مساحة كبيرة. ويلاحظ أن هذه الديدان شرهة جدا، فهى تأكل طوال حياتها وحتى قبيل هبوطها إلى التربة لتحفر أنفاقا للتعذر.
يجمع الناس ديدان موباني يدويا من منطقة وجودها، وغالبا ما يقوم بذلك الأطفال والنساء، وتباع بجوار المنازل للمقيمين هناك، وقبل البيع، تقوم النساء بثقب موخرة اليرقة لإخراج الأحشاء الداخلية منها، ثم يضغطن عليها لتصبح بشكل أنبوب معجون الأسنان... وتباع هذه الديدان طازجة، أو تحفظ، فيجري تجفيفها أو تدخينها، وهو ما يعطيها المزيد من المذاق الأكثر تفضيلا. وتباع مجففة أو مدخنة في محلات البقالة وأسواق القرى في بلدان جنوبي أفريقيا. وفي بعض هذه البلدان، يقوم الناس بطبخ هذه اليرقات مع البصل والطماطم والمواد الحريفة.
يمثل محصول ديدان موباني موردا اقتصاديا مهما في دول جنوب افريقيا، بالرغم من عدم تربيتها للإكثار منها، ولكن اعتمادا على جمعها من الأشجار التي تعيش عليها.. ففي عام 1990، بلغ المحصول السنوي في دولة بوتسوانا ودولة جنوب أفريقيا مئات الأطنان. وفي دولة جنوب أفريقيا وحدها، قدر المحصول بنحو 1.6 مليون كيلوجرام سنويا. وفي بوتسوانا، يكسب الناس من تجارة ديدان موباني ثمانية ملايين دولار سنويا.
وعلى الرغم من الفائدة الاقتصادية لديدان موباني- كما أوضحنا سابقا- إلا أنها تعد آفة زراعية تقضي على 90% من المجموع الخضري لأشجار الغابات في تلك المناطق، فتؤدي إلى حدوث مجاعة بالنسبة لحيوانات الرعي التي تعتمد على شجر موباني، وغيره من الأشجار. ولذلك، ينظر بعض المزارعين إلى دودة موباني كمنافس عنيد لحيوانات المزرعة لديهم.
ومما يُذكر، أن بيض هذه الفراشة وديدان موباني تتعرض للإصابة بأمراض، كما تتعرض لهجوم المفترسات. نحو 40% من البيض يتعرض لهجمات طفيليات مختلفة، واليرقات ذاتها قابلة للعدوى بأمراض فيروسية تؤدي إلى موتها. أما المفترسات، فتنحصر في الإنسان والطيور.
.
0 تعليقات